مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تبدأ مدرسة "صلاح الدين" التركية بمصر اعمالها والتي أثار افتتاحها ـ باعتبارها أول مدرسة تركية في القاهرة ـ الكثير من ردود الفعل حول الهدف من هذه المدرسة وغيرها من المدارس التي تم افتتاحها في منطقة الشرق الأوسط والتي تبدأ أعمالها العام القادم.
حيث يؤكد المراقبون أنها تعبر عن وجود رغبة تركية لفرض نفوذها علي الساحة الإقليمية ليس فقط على الصعيد السياسي وإنما على الصعيد الثقافي كذلك، لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية، بينما نظر البعض الأخر إليها علي أن ظهورها أمر طبيعي فيوجد العديد من المدارس مثل الأمريكية والألمانية ولا غبار في ذلك.
وتأتي المدرسة ضمن سلسلة مدارس يمولها أتراك بتوجيهات من الداعية التركي محمد فتح الله كولن ـ الذي يعيش في المنفى بالولايات المتحدة منذ عام 2000، بسبب خلافاته مع النظام العلماني في تركيا - بهدف توصيل مفهوم الإسلام المعتدل إلى العالم ، وهي تسعى إلى تنمية قدرات طلابها، وغرس القيم النبيلة بداخلهم.
وبصورة عامة يشجع كولن الحوار مع الآخر، ويؤكد على ضرورة الانفتاح بالإسلام على العالم بأسره. وقد انتشرت دعوته في تركيا العلمانية، وتجلت في عشرات المعاهد، إضافة إلى جامعة تحمل اسم "النور"، إلى جانب 500 معهد في مختلف دول العالم ذات النظم السياسية والعقائد الدينية المختلفة.
كما يحرص كولن على نشر الثقافة التركية خارج بلده؛ حيث يتم تدريس اللغة التركية بكل مدارسه، بجانب الإنجليزية، ولغة أهل البلد الموجودة به المدرسة، تربية بدنية ودينية. ولاقت دعوة كولن لتوصيل مفهوم الإسلام الحديث اهتماما من العديد من رجال الأعمال الأتراك.