احبتي الغاليين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المثلث الذهبي
غاية المنى.... يسعى إليه كل الخلق
تتقاتل عليه الكائنات البرية ، وتلك التي في البحار والأنهار
هو مطلب الإنسان من سالف الزمان ، ومدار سعيه في كل مكان
مثلث يكدح المرء لتحصيله ، ويسعى رب الأسرة لتوفيره ...
يحرص الناس للعيش في فلكه ...تتحارب عليه الدول لتنعم به
هذا المثلث أرهق المخلوقات جميعها ..إنسها وجنها
سطا من أجله صغيرها على كبيرها وقويها على ضعيفها
لعلنا لو تساءلنا ما هو هذا المثلث العجيب وما سره؟!
الذي تناحرت فيه الكائنات وسعت إليه المخلوقات
فسنجد الجواب في حديث أنفسنا ،
إنه سر السعادة في الدنيا ومحققها، ففي كنفه تهدأ النفوس وتسكن الروح ،
وبه يتساوى عيش الفقراء والأغنياء،
قبل أكثر من أربعة عشر قرناً أخبرنا به معلم الإنسانية ومهذبها رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام حينما قال
(من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"،) صحيح الترغيب والترهيب826
صدق من لا ينطق عن الهوى ( أمن....وعافية.... واكتفاء )
أليس هذا غاية الخلق ومناهم في الدنيا
كلمات ثلاث ألمت بأسباب السعادة في هذه البسيطة
إذا يا من تشتكي من ضيق ذات اليد أليس أنت وملوك الدنيا سواء إذا ما توفرت لك هذه الأمور
فانظر لعظيم نعم الله عليك واقنع بما آتاك الله ، وأحمده عليها بالشكر والطاعة
إذا ما كنت ذا قلبٍ قنوعٍ...... فأنت ومالك الدنيا سواء
أمن وأمان في الأوطان ....عيشٌ تصبو إليه المخلوقات، إن لم يكن أساس سعادتها،
امتن الله علي قريش به فقال ( لإيلاف قريش إيلافهم * رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت *الذي أطعمهم من جوعٍٍِ وآمنهم من خوف ) ،
...كيف سيهنأ بشربة ماء من لا يضمن أيكمل كأسها أم لا .
...كيف سيهنأ بلقمة طعام من لا يضمن أيتم رفعا إلى فيه أم لا .
لو نظرنا لماضي الأمم وحاضرها لوجدنا صوراً وعبراً تتفطر لها القلوب
أما نرى ما فعل الفزع بإخواننا في العراق وفلسطين؟؟؟؟
ألم تتفكر في حال طفل فلسطين كيف يعيش في كنف الخوف ، يشب فيه ويشيب عليه ، يولد ويموت فيه
عافية الأبدان .... أول ما يستشعرها المسلم عند الاستيقاظ من نومه فيقول
( الحمد لله الذي رد إلي روحي وعافاني في بدني وأذن لي أن أذكره )
ماذا سيستفيد الإنسان لو ملك كنوز الدنيا كلها وهو غير قادر على التمتع بها
إذا كان سقيماً عليلاً .. تتجاذبه الأمراض وتنهشه الأسقام
إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فضع يديك على عينيك ....
ماذا ستجد ؟
ليلٌ مظلم ...سوادٌ مطبق... ولا شيء غيره... أليس كذلك ؟
هذه هي دنيا الكفيف فاعتبر يا بصير .
تحضرني معاناة ذلك المشلول رباعيا وهو يصفها
قائلاً : والله إن الذباب ليقع على وجهي ولا أستطيع هشه
لا إله إلا الله ما أضعفك من إنسان .
نعمة الرزق...
روى ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر عن أم المؤمنين عائشة بنت أبوبكر الصديق رضي الله عنهما
قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة ،
فقال ( يا عائشة أحسني جوار نعم الله عليك فإنها قل إن نفرت عن قوم فكادت ترجع إليهم )
سأذكر لكم قصة من حِكَم آباءنا
مدارها على أب قدم للمدينة في زيارة لأبنائه ، وحين اجتمع معهم على العشاء ،
نظر للنعمة التي بين يديه، فتذكر شظف العيش الذي نشأ فيه ، فبكى بكاءً شديداً حتى ابتلت لحيته
ثم قال لأبنائه يا بنيّ: أرأيتم هذه النعمة التي نحن فيها الآن
والله كنا نفتقدها في صغرنا وشبابنا
عشنا في فاقة شديدة وفقر قاتل
كنّا لا نطهى الأرز إلا للمريض فينا ليقيم صلبه ويعينه على المرض
وها أنا أحدثكم عما كنا عليه من فقر وشظف عيش
وأنتم الآن تعيشون في رغدٍ من العيش ونعمة من الله
والله إني لأخشى أن يأتي عليكم يوم تحدثون فيه أبناءكم
أنكم كنتم تعيشون في رغدٍ من العيش وبحبوحةٍٍ من النعم
فاتقوا الله في هذه النعمة .
إذا ما كنت في نعمة فارعها.... فإن المعاصي تزيل النعم
أسأل الله أن يديمها علينا نعمة ويحفظها من الزوال ....
اللهم لا ترينا قسوتك بزوال نعمتك
هذا والحمد لله رب العالمين
آخر الكلام
إذا كنت تبتسم وتشكر المولى فأنت في نعمة.. فكثيرون يستطيعون ذلك
ولكن لا يفعلون
هل شكرنا يوما الله على نعمته ؟؟ وهل استوعبنا ان المعاصي تزيل النعم ؟؟
دمتم بصحة وعافية وخير
اختكم
روحي روحي