تخيل أنك في منزلك الآن وفي انهماك شديد تتابع كليب ساخن
على احد القنوات الفضائية أو على جهاز الكمبيوتر ...
تخيلي انك أمام المرآة وفي انهماك شديد أيضا منذ ساعة كأمله،
يد تحمل قلم الكحل ويد تحمل زجاجه العطر.
فجأة !
طرق الباب جريت لفتحه،
نظرت، من هذا الشخص الذي يشع وجهه نورا، سألت من الطارق ؟!
أنا ::رسول الله:: بقمة الفرح مددت يدك لتفتح الباب مرحبا برسول الله
ولكن تذكرت الدش شغال على الكليب،
جريت بسرعة كي تغلقه فضغطت دون قصد على زر آخر،
ازداد صوته ارتفاعا،
ولحسن الحظ استطعت إغلاق التلفزيون والدش والكمبيوتر.
جريت لتفتح الباب،
يوووووه !
نسيت صور المغنية فلانة التي تملأ حجرتي بأكملها !
جريت مرة أخرى لكي تزيلها بسرعة،
فسمعت الجرس يدق للمرة الثانية وأنت تنزعها من على الحائط،
من شدة السرعة سقطت واحده علي المكتب،
مددت يدك لتأخذها بسرعة ... ففوجئت !
يووووه !
شرائط الكاسيت ؟!
كل ذلك شرائط أغاني سمعتها
وحفظتها أكثر مما حفظت القران طوال حياتي ؟!
وبدون تفكير جمعتها وألقيتها في اقرب صندوق قمامة
وأغلقت عليها حتى لا يراها رسول الله،
الجرس يدق ، رسول الله سوف يمشي...
وأنت مددت يدك لتفتحين الباب
وأنت في قمة الفرح لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا الهي !
وضعتي يدك علي شعرك، جريتي تبحثين عن حجاب يسترك
محتارة بين حجاب و آخر
هذا ؟ لا مو هذا ، لابد أن يكون طويل !
وأخيرا وجدتيها ثم جريت نحو الباب.
يا الله!
كيف أقابل رسول الله بهذا البنطلون ؟!
جريت تبحثين بسرعة عن عبايه واسعة أوإسدال واسع.
والحمد لله وجدتِ واحدا.
يووه !
نسيت الماكياج اللي علي وجهي !
جريتي تغسلي وجهك سريعا من كل المساحيق
الحمراء والسوداء والصفراء التي عليه …
الرسول طرق الباب مرة أخرى،
جريت وأنت تغلق زراير القميص التي معظمها مفتوحة،
فوجئت بأنه من طول الانتظار قد مشي !
نظرت بجنون الى السلم ، إنه لا يزال ينزل !!
ناديت عليه.. يا حبيبي يا رسول الله ..و أخيرا فتحت الباب.
عاد رسول الله صلي الله عليه وسلم ودخل البيت،
ويا ليته لم يدخل البيت، جئت لتجلسين معه
فجأة !
المحمول رن، كل ربع ساعة مكالمة
ولكن كأنك أول مرة تسمعين هذه الرنة لأخر أغنيه نزلت السوق.
داريت وجهك خجلا من رسول الله صلى الله عليه و سلم
وعندما نظرت الى الرقم الذي يتصل بك
.. ارتجف قلبك ..
ماذا أقول له إذا سألني من الذي يتصل بك ؟!
قال لك رسول الله،
أعطني المصحف الذي في جيبك
قلت في نفسك هذا ليس بمصحف يا رسول الله، هذه علبه سجائر !
هل ستستطيع أن تقول له هكذا ؟!
فجأة !
سمعت صوت الأذان,
هل ستنزل ؟ هل أنت تنزل فعلا كل مره ؟
أم أنك ستنزل مجامله لرسول الله؟!
وأنتي ؟ هل ستصلين ؟ أنت تصلين كل مره فعلا ؟
أم أنك ستصلين مجامله لرسول الله؟!وماذا لو سألنا عن آخر مرة قرأنا فيها القرآن، متى ؟!
وماذا لو سألنا عن آخر مرة صلينا فيها الفجر، متى ؟!
وماذا لو سألنا عن علاقات الجامعة،
وقصص الحب والرحلات المختلطة وسهرات القهاوي والنوادي،
وسهرات الدش والكليبات، وعقوق الوالدين وسماع الأغاني ؟!
تخيل ماذا سيفعل عندما يري أحوالنا ؟!
أتعرف ماذا سيفعل ؟!
سيبكي بكاءا مريرا ويصرخ فيك وفيكِ،
أنت الذي ضحيت بعمري كله من أجلك ؟!
أنت الذي تفرقت قبور أصحابي في الأرض من أجل أن يصل الدين إليك ؟!
أنت الذي ظننت انك ستحمل الدين من بعدي ؟!
كيف سأشفع لك عند الله وأنت علي هذه الحالة؟!
كيف سأسقيك يوم القيامة من حوضي وقد هجرت سنتي؟!
تخيل لو ان الطارق ليس رسول الله،
ولكنه ملك الموت !!
في هذه المرة لن ينتظر على الباب، بل لن يطرق الباب أصلا !
وساعتها لن تجد الوقت الكافي لكي تتخلص من كل هذا،
لن يعطيك الفرصه لقضاء ما فاتك من الصلوات،
لن يعطيكِ الفرصه لكي ترتدين الحجاب الشرعي.
.. ومن مات علي شئ بعث عليه ..