هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ | إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
|
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي | لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
|
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم | سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
|
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا | وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
|
الا تزال بخير دار فاطمة | فالنهد مستنفر و الكحل صباح
|
ان النبيذ هنا نار معطرة | فهل عيون نساء الشام أقداح
|
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني | و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
|
للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا | وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
|
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا | فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
|
| |
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ | ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
|
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي | فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
|
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها | حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ
|
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ | أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
|
والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ | إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟
|
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ | وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
|
حملت شعري على ظهري فأتعبني | ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟ |