بسم الله الرحمن الرحيم
قصة نجاح امرأة:
نجاح فتاة في الثلاثين من عمرها امرأة لطالما كانت وفية لزوجها الذي لم يعرف ولم يعطي للحياة الزوجية مكانتها وقداستها وأودى به لعب القمار والرهانات الفاشلة إلى خلافات طويلة مع زوجته نجاح أدت في نهاية المطاف إلى الانفصال عن زوجته التي تركها وحيدة وطفلها كريم البالغ من عمره ثمانية أعوام تتيه في حياة قاسية مليئة بالصعاب لتواجهها وابنها كريم.
تعيش نجاح مع طفلها الوحيد كريم في بيتهما المتواضع كانت تقف على نافذة البيت تتأمل منظر الشتاء الجميل تتساقط فيه حبات الثلج في صباح جميل راحت تتخيل كيف سيكون مستقبلها وطفلها في هذه الحياة المليئة بالمشاق والمصاعب، كل حلمها أن تجد مصدر رزق يوفر لها ولطفلها كريم حياة هنيئة سعيدة وهي ترى ابنها كريم مهندسا معماريا ناجحا يقف أمام صرح شامخ كان قد صممه واشرف على بنائه رمشت عيونها ففاقت من حلمها مدت يدها إلى زجاج النافذة وسحت ضبابا قد تشكل من أنفاسها مسحته واتجهت إلى طفلها كريم نائما على سريرها المتواضع جلست على حافة السرير ومدت يدها الى جبين طفلها تتخيله شابا ناضجا ناجحا تدعو ربها ان يعينها وطفلها على مواجهة ما يقبل عليهما نزلت دمعة من على خدها فسقطت على جبين كريم فاستيقظ مبتسما طبعت على جبينه قبلة وأخذته في حضنها ثم حملته لتحضره لينطلق ليوم جديد في طفولته ومدرسته، نزلت به سلالم النزل وفتحت باب المنزل قبلت نجاح ابنها كريم ونزل إلى الحافلة التي تنتظره على باب المنزل، عادت نجاح الى بيتها مسرعة هاربة من برد الشتاء القارس، جلست على مائدة مستديرة اعتادت الجلوس وطفلها عليها الى جانب مدفاة حديدية وسرحت تفكر كيف لها ان تحقق ما تحلم به، وفجاة هرعت نجاح مسرعة الى خزانتها واخرجت صرة خبأتها إلى هذا اليوم، ضمتها الى صدرها كانها جمرة نار اخذتها وانطلقت بها مسرعة خارجة من المنزل.
عند باب الصائغ وقفت مترددة طأطأت رأسها ثم دخلت اليه واثقة مما تفعله لتبيع ما تبقى لديها من صيغة الذهب، اخذت مالها وذهبت الى متجر لبيع الادوات المستعمله وراحت تدور باحثة عن مرادها ثم وجدت مرادها، ماكينة خياطة مستعملة ولكنها تفي بغرضعا اشترتها من صاحب المتجر وتوجهت مسرعة الى البيت.
نفضت عنها الغبار وجلست تباشر عملها في مشوارها في تحقيق حلمها، كانت نجاح قد تعلمت في شبابها دورة في فن النسج والخياطة من إحدى المؤسسات الخيرية.
وفي مساء نفس اليوم وقف كريم يرقب امه وهي تعمل بجهد ونشاط ثم غاب برهة وعاد يحمل في يديه كوب شاي ساخن أعده بيديه لأول، اسقى أمه رشفة منه، لم تستطع نجاح التعبير عن مشاعرها بفرح او حزن ولكن رغم ذلك نزلت من عينها دمعة لم يعرف مصدرها حزن او فرح، فطبعت قبلة على جبينه واخذته في حضنها وراحت تقبله.
ومضت الايام وطوى الزمان صفحاته ومضت خمسة عشر سنة وأصبحت سعاد تملك معملا للخياطة تشرف عليه وقد دربت فيه جاراتها وصديقاتها وهكذا اصبح لدى نجاح ما يكفيها لتوفير الحياة الكريمة لها ولابنها كريم.
اما كريم فقد تخرج من جامعته بتفوق وقد اكملة دراسة الهندسة المعمارية تلبية لطلب امه وتحقيقا لحلمها.
وذات يوم اصطحب كريم امه الى مكان عمله ووقف معها امام صرح شامخ صممه بنفسه واشرف على تنفيذه، نظرت نجاح الى ابنها ثم سرحت لبرهة عادت بها الذكريات الى ذلك الصباح الذي وقفت به اما نافذة المنزل تتامل منظر الثلج وتتمنى ما وصلت اليه، نزلت دمعة من على خد نجاح فمد كريم يده الى خد امه ومسح دمعة ليست كسابقتها رفعت نجاح راسها الى السماء وفي قلب خنوع خاشع حمدت ربها على اعانتها وطفلها نطرت الى كريم مرة اخرى فطبع كريم قبلة على جبين امه وحضنها والتصقا كجسد واحد.
اتمنا ان تنال اعجابكم
تحياتي للجميع