الشباب والحب .. نتحكم به.. أم نتركه يأتي متى أتى؟
القلب المحب.. قلب سليم.. قلب يألف ويؤلف، وبالتأكيد فقلب يبب أفضل بمئات
المرات من قلب لا يعيش الحب أو يعيش الكراهية، ولكن أيّ حب؟
إننا لا نتحدث هنا عن الحب الإنساني العام، فهو في نظر الجميع إيجابي ونبيل،
لكننا نتحدث عن حب الشاب لفتاة أو حب فتاة لشاب، وبصفة عامة حب الجنسين لبعضهما
البعض.
هو حب إنساني أيضا، وطبيعي أيضا ولا عيب فيه، لكننا ونحن نناقش المسألة بعقل
بارد يجب أن نميز بين الحب الذي يمثل (الانجذاب الجسدي) وبين الحب الذي يمثل
(التكامل بين الطرفين).
فالانجذاب الجسدي طبيعي وغريزي، وإذا لم يعشه الشاب أو لم تعشه الفتاة فربما
اتهمناهما بالخلل العاطفي، فلقد أودع الله في سرّ الخلقة بينهما هذا الشوق
المحببّ الذي يجده كل منهما في اللهفة إلى الآخر، ومنذ البدء كانت العلاقة
الجنسية بين (آدم) وبين (حواء) انجذاب الجنس إلى الجنس الآخر.. أي انجذاب
المختلفين في التركيبة الجسدية.
فإذا كان الشوق شوق (الجوع) إلى (الطعام) فإنّ حالة (الشبع) تطفئ الجذوة وتبرد
السخونة، وربما كره الشبعان الملآن النظر إلى الطعام بعدما هفت نفسه إليه وهشّت
معدته له.
صحيح أن (الشوق) يتجدّد بتجدد (الجوع) لكن العلاقة بين الجنسين وإن كانت مادية
في احد جوانبها وهي (العلاقة الجنسية) لكنها ليست علاقة معدة فارغة بطعام شهيّ،
إنها علاقة أرفع من ذلك بدرجات.
هي علاقة (التكامل بين طرفين) فكما يقال في علم النفس أن الابيض ينجذب إلى
الاسمر وان الاسمر يتوق إلى الابيض، وان الذي لديه صفة أو ملكة معينة ينجذب الى
من لديه صفة أو ملكة أخرى، وربما انجذب إلى من يمتلك نفس الصفة أو الملكة أو
الموهبة لكن صاحبها يفوقه فيها، أي هو انجذاب (المحتاج) إلى (الحاجة). فالفتاة
تنجذب إلى الشاب لأنها تحتاج إليه في الانس بقربه والشعور بالطمأنينة والحماية
إلى جانبه، والأمل في أن تحقق معه ما لم تتمكن من تحقيقه بنفسها.
وهكذا الشاب في علاقته بالفتاة، فهو يبحث عندها ما يفتقده من لطف ورعاية ورهافة
مشاعر وعاطفة مغرقة بالحنان وشريكة في الافراح والاحزان.
فهذا التكامل الفكري والوجداني والشعور الدائم بالراحة في وجود الطرف الآخر،
والقدرة على التغاضي عن اخطائه هو الحب، ولذلك قيل في بعض الامثال ان الحب هو
ان تعرف اخطاء شخص وتبقى رغم ذلك تحبه.
هل يتعارض ذلك مع الحب الجسدي، أي الميل الى الاخر بما يمتلكه من جمال في الوجه
والشعر والعينين والقوام؟
ابدا، فهذا تكامل وهذا تكامل.
فكما ان الشاب بحاجة إلى فتاة تحبه لشخصه وتقدره لمواهبه وامكاناته وتعجب به
لقوته ورجاحة عقلة، كذلك هو بحاجة إلى فتاة يعيش معها أحلامه اللذيذة في
المعاشرة بين زوجين.. ونفس الشيء يقال بالنسبة للفتاة.
وهذه الحاجة التي يجب النظر إليها على أنها حاجة مزدوجة (حاجة إلى الجسد) وهي
طبيعية جدا و(حاجة الى الالفة) والأنس بالصحبة وهي كذلك حاجة إنسانية ملحة ايضا
تنبع من شوق دفين في المرأة إلى الرجل والرجل إلى المرأة كمكمل وكمعادل موضوعي.
ففي (صفحة التعارف) التي تفتحها بعض الصحف والمجلات نلاحظ هاتين الحاجتين معا،
فليس الجنس وحده هو المطلوب، بل تتوزع الرغبة في (اهتمامات مشتركة) وفي (اخلاق
معينة) وفي (صداقة) وفي (مشاعر محددة).
ومن هنا يمكن القول أن (الحب) غير (الجنس) فالجنس أفقه واحد، والحبّ آفاقه
متعددة، أما التعبير الغربي عن ممارسة الجنس بانه ممارسة الحب فهو في الحقيقة
ممارسة للرغبة أو الشهوة الجنسية فقط، وقد يكون الانجذاب الجسدي شكلا من اشكال
الحب لكنه الشكل الذي وصفناه بحب المعدة الجائعة للطعام اللذيذ.
وعلى اية حال، فان امام الشاب والفتاة وهما في مستهل تجربتهما بالرجولة
والانوثة ان يراعيا الامور التالية:
1. إن العلاقة مع الآخر.. آتية لا ريب فيها، فلا داعي لاستعجالها، فقد يخطر في
ذهن الشاب الذي لم يمر بتجربة حب لفتاة، أو فتاة لم تجرب العلاقة بشاب، ان هناك
نقصا ما في (رجولة الشاب) أو (انوثة الفتاة) التي لم تخض تجربة عاطفية..
والحقيقة انه ليس هناك أي نقص، فكل ما في الأمر ان الوقت لم يحن بعد لاقامة
علاقة متكافئة على أساس شرعي وهو (الزواج).
2. قد يتصور البعض ان علاقة الحب السابقة على الزواج ضرورة لازمة لنجاح الزواج
وهذا امر يحتاج إلى معالجة متأنية قد لا يسع المجال في هذا المقال لها، لكننا
نقول باختصار، إن (الحب) اختيار و(الزواج) اختيار، فكما تختار لقلبك ضمن
مواصفات معينة، فذلك تختار لحياتك ضمن مواصفات محددة، فإذا أحسنت الاختيار
لزوجة المستقبل فلا مشكلة في انعدام الحب السابق على الزواج، لأن شروطك أو
مواصفاتك ستحقق لك حبا طويل الامد.
ثم ان الحب المبكر يسبب أحيانا متاعب مبكرة اهونها انك تصطدم بعقبة ان الوقت
غير مناسب لعلاقة زوجية شرعية لأن امكانات الزواج قد تكون غير متوفرة مما يخلق
متاعب نفسية يكون الشاب والفتاة في غنى عنها.
يضاف الى ذلك ان التجربة اثبتت نجاح بعض الزيجات التي لم يسبقها الحب وفشل بعض
الزيجات غير المسبوقة بالحب، فالمسألة مسألة الاختيار الصائب الدقيق.
3. علاقات الحب التي تحصل اثناء المراهقة غالبا ما تكون علاقات غير ناضجة لانها
لم تقم اساسا على التفكير العقلاني، بل تتمحور على الانجذاب الجسدي فقط، ولعل
قصص الشكوى والندم على التسرع في حب من هذا النوع كثيرة (والسعيد من اتعظ
بغيره) لا تقل أو تقولي: الأمر ليس بيدي فالقلب وما يهوى، لانك بذلك تحكم على
ضعف ارادتك وانسياقها بأمر شهوتك، والارادة اقوى من الشهوة اذا تحكمنا بها،
والشهوة اقوى من الارادة اذا تحكمت بنا.
4. ان الاشباع العاطفي في مرحلة المراهقة امر ضروري لتجاوز حالات (الحب اللاهي)
و(الحب من أول نظرة) والعلاقة السطحية العابرة، فإذا وجد الشاب أو الفتاة جواً
أسريا مفعما بالحب، واصدقاء مخلصين، وعلاقات اجتماعية نافعة، ومارس فعالياته
ونشاطاته ومواهبه بما يشغل وقته ويحقق رضاه عن نفسه، فإن احتملات انصرافه الى
تلك الامور تتقلص.
القلب المحب.. قلب سليم.. قلب يألف ويؤلف، وبالتأكيد فقلب يبب أفضل بمئات
المرات من قلب لا يعيش الحب أو يعيش الكراهية، ولكن أيّ حب؟
إننا لا نتحدث هنا عن الحب الإنساني العام، فهو في نظر الجميع إيجابي ونبيل،
لكننا نتحدث عن حب الشاب لفتاة أو حب فتاة لشاب، وبصفة عامة حب الجنسين لبعضهما
البعض.
هو حب إنساني أيضا، وطبيعي أيضا ولا عيب فيه، لكننا ونحن نناقش المسألة بعقل
بارد يجب أن نميز بين الحب الذي يمثل (الانجذاب الجسدي) وبين الحب الذي يمثل
(التكامل بين الطرفين).
فالانجذاب الجسدي طبيعي وغريزي، وإذا لم يعشه الشاب أو لم تعشه الفتاة فربما
اتهمناهما بالخلل العاطفي، فلقد أودع الله في سرّ الخلقة بينهما هذا الشوق
المحببّ الذي يجده كل منهما في اللهفة إلى الآخر، ومنذ البدء كانت العلاقة
الجنسية بين (آدم) وبين (حواء) انجذاب الجنس إلى الجنس الآخر.. أي انجذاب
المختلفين في التركيبة الجسدية.
فإذا كان الشوق شوق (الجوع) إلى (الطعام) فإنّ حالة (الشبع) تطفئ الجذوة وتبرد
السخونة، وربما كره الشبعان الملآن النظر إلى الطعام بعدما هفت نفسه إليه وهشّت
معدته له.
صحيح أن (الشوق) يتجدّد بتجدد (الجوع) لكن العلاقة بين الجنسين وإن كانت مادية
في احد جوانبها وهي (العلاقة الجنسية) لكنها ليست علاقة معدة فارغة بطعام شهيّ،
إنها علاقة أرفع من ذلك بدرجات.
هي علاقة (التكامل بين طرفين) فكما يقال في علم النفس أن الابيض ينجذب إلى
الاسمر وان الاسمر يتوق إلى الابيض، وان الذي لديه صفة أو ملكة معينة ينجذب الى
من لديه صفة أو ملكة أخرى، وربما انجذب إلى من يمتلك نفس الصفة أو الملكة أو
الموهبة لكن صاحبها يفوقه فيها، أي هو انجذاب (المحتاج) إلى (الحاجة). فالفتاة
تنجذب إلى الشاب لأنها تحتاج إليه في الانس بقربه والشعور بالطمأنينة والحماية
إلى جانبه، والأمل في أن تحقق معه ما لم تتمكن من تحقيقه بنفسها.
وهكذا الشاب في علاقته بالفتاة، فهو يبحث عندها ما يفتقده من لطف ورعاية ورهافة
مشاعر وعاطفة مغرقة بالحنان وشريكة في الافراح والاحزان.
فهذا التكامل الفكري والوجداني والشعور الدائم بالراحة في وجود الطرف الآخر،
والقدرة على التغاضي عن اخطائه هو الحب، ولذلك قيل في بعض الامثال ان الحب هو
ان تعرف اخطاء شخص وتبقى رغم ذلك تحبه.
هل يتعارض ذلك مع الحب الجسدي، أي الميل الى الاخر بما يمتلكه من جمال في الوجه
والشعر والعينين والقوام؟
ابدا، فهذا تكامل وهذا تكامل.
فكما ان الشاب بحاجة إلى فتاة تحبه لشخصه وتقدره لمواهبه وامكاناته وتعجب به
لقوته ورجاحة عقلة، كذلك هو بحاجة إلى فتاة يعيش معها أحلامه اللذيذة في
المعاشرة بين زوجين.. ونفس الشيء يقال بالنسبة للفتاة.
وهذه الحاجة التي يجب النظر إليها على أنها حاجة مزدوجة (حاجة إلى الجسد) وهي
طبيعية جدا و(حاجة الى الالفة) والأنس بالصحبة وهي كذلك حاجة إنسانية ملحة ايضا
تنبع من شوق دفين في المرأة إلى الرجل والرجل إلى المرأة كمكمل وكمعادل موضوعي.
ففي (صفحة التعارف) التي تفتحها بعض الصحف والمجلات نلاحظ هاتين الحاجتين معا،
فليس الجنس وحده هو المطلوب، بل تتوزع الرغبة في (اهتمامات مشتركة) وفي (اخلاق
معينة) وفي (صداقة) وفي (مشاعر محددة).
ومن هنا يمكن القول أن (الحب) غير (الجنس) فالجنس أفقه واحد، والحبّ آفاقه
متعددة، أما التعبير الغربي عن ممارسة الجنس بانه ممارسة الحب فهو في الحقيقة
ممارسة للرغبة أو الشهوة الجنسية فقط، وقد يكون الانجذاب الجسدي شكلا من اشكال
الحب لكنه الشكل الذي وصفناه بحب المعدة الجائعة للطعام اللذيذ.
وعلى اية حال، فان امام الشاب والفتاة وهما في مستهل تجربتهما بالرجولة
والانوثة ان يراعيا الامور التالية:
1. إن العلاقة مع الآخر.. آتية لا ريب فيها، فلا داعي لاستعجالها، فقد يخطر في
ذهن الشاب الذي لم يمر بتجربة حب لفتاة، أو فتاة لم تجرب العلاقة بشاب، ان هناك
نقصا ما في (رجولة الشاب) أو (انوثة الفتاة) التي لم تخض تجربة عاطفية..
والحقيقة انه ليس هناك أي نقص، فكل ما في الأمر ان الوقت لم يحن بعد لاقامة
علاقة متكافئة على أساس شرعي وهو (الزواج).
2. قد يتصور البعض ان علاقة الحب السابقة على الزواج ضرورة لازمة لنجاح الزواج
وهذا امر يحتاج إلى معالجة متأنية قد لا يسع المجال في هذا المقال لها، لكننا
نقول باختصار، إن (الحب) اختيار و(الزواج) اختيار، فكما تختار لقلبك ضمن
مواصفات معينة، فذلك تختار لحياتك ضمن مواصفات محددة، فإذا أحسنت الاختيار
لزوجة المستقبل فلا مشكلة في انعدام الحب السابق على الزواج، لأن شروطك أو
مواصفاتك ستحقق لك حبا طويل الامد.
ثم ان الحب المبكر يسبب أحيانا متاعب مبكرة اهونها انك تصطدم بعقبة ان الوقت
غير مناسب لعلاقة زوجية شرعية لأن امكانات الزواج قد تكون غير متوفرة مما يخلق
متاعب نفسية يكون الشاب والفتاة في غنى عنها.
يضاف الى ذلك ان التجربة اثبتت نجاح بعض الزيجات التي لم يسبقها الحب وفشل بعض
الزيجات غير المسبوقة بالحب، فالمسألة مسألة الاختيار الصائب الدقيق.
3. علاقات الحب التي تحصل اثناء المراهقة غالبا ما تكون علاقات غير ناضجة لانها
لم تقم اساسا على التفكير العقلاني، بل تتمحور على الانجذاب الجسدي فقط، ولعل
قصص الشكوى والندم على التسرع في حب من هذا النوع كثيرة (والسعيد من اتعظ
بغيره) لا تقل أو تقولي: الأمر ليس بيدي فالقلب وما يهوى، لانك بذلك تحكم على
ضعف ارادتك وانسياقها بأمر شهوتك، والارادة اقوى من الشهوة اذا تحكمنا بها،
والشهوة اقوى من الارادة اذا تحكمت بنا.
4. ان الاشباع العاطفي في مرحلة المراهقة امر ضروري لتجاوز حالات (الحب اللاهي)
و(الحب من أول نظرة) والعلاقة السطحية العابرة، فإذا وجد الشاب أو الفتاة جواً
أسريا مفعما بالحب، واصدقاء مخلصين، وعلاقات اجتماعية نافعة، ومارس فعالياته
ونشاطاته ومواهبه بما يشغل وقته ويحقق رضاه عن نفسه، فإن احتملات انصرافه الى
تلك الامور تتقلص.