بقايا أنثى
...على نداء أمي و صوت المنبه هكذا استقبل صباحاتي...نداء و أجراس تخرجني كل يوم من قوقعة أحلامي و تغتصب خلوتي معلنة عن رفع الستار لتبدأ مسرحية هزلية تتكرر مشاهدها كل يوم...نفس الأبطال...نفس الحوار و بدون جمهور...
اليوم مثل الأمس لكن برقم جديد ...ألف الشوارع أجوب الدروب اطرق الأبواب أتطلع على نفس الوجوه و ككل يوم اسمع نفس الإجابة..."حاليا لا توجد وظيفة"...جواب بطعم الانتظار...
و أنا أعود أدراجي خاوية الوفاض ككل مساء...حاملة كل تلك الأوراق وقد كل متني و تشققت قدماي ...
يجرني الحنين إلى داك المكان...إلى قبر بلا جثمان...حيث دفنت مشاعري قبل أعوام...
امشي بخطوات خجولة...في صمت رهيب...اجلس على الحاوية حيث استشهدت أمنياتي و اغتصبت أجمل أيامي...ذكريات حزينة و صراع مع النسيان...هكذا مرت كل الأعوام ...
هبت ريح باردة معلنة وقت الرحيل ...اجمع شظايا الماضي... استرجع أنفاسي ...و أودع المكان حتى إشعار آخر...
اجر قدماي بخطوات بئيسة...و ألوح بآخر نظراتي حول المكان ...كأني أطارد وجه رجل بين الأشجار...أمنية أخيرة... قاومت أعوام و هاهي اليوم تحتضر و تلفظ آخر الأنفاس ...
في غفلة مني تسقط و تتبعثر أوراقي...انحني كوردة ذابلة اجمع الأغراض...فيتوقف الزمن أمام خطوات غريبة...تتقدم نحوي ببطء ...تتسارع نبضات قلبي التي لم اشعر بوجودها مند زمن بعيد... و سؤال وليد اللحظة يجر في ثناياه ألف سؤال... من غيري يعرف هذا المكان؟
لكن صوت يدوي بداخلي و يصحح السؤال...من غيرنا يعرف هذا المكان؟...
فاصرخ بجنون كفاك سخرية مني أيتها الآمال اللعينة...فقد قطعت ذاك الحبل المشيمي الذي منه كنت تعيشين...فلما لا تموتين...فلما لا تموتين...فلما لا تموتين...
تدق أجراس الكنائس...تأذن صوامع المساجد...اجمع بقايا جسم أنثى قد عانقت تراب الأرض ...وتهب رياح الجنوب حاملة نسمات عطرة...لحنا فرنسي الرنين... و أنفاسا ليست بأنفاسي...ارفع عيناي و كأني أبصر في عتمة ليل طويل و كلي أمل أن أكون قد جننت...و ياليتني جننت قبل هدا اليوم...معطف اسود طويل و خصلات شعر بني تغطي وجها مجهول...وسؤال يفرض نفسه بداخلي و يهز كبريائي المجروح...من غيرنا يعرف المكان؟ فتتطاير خصلات شعر مجهولة الهوية ...لتكشف لي عن تلك العيون...كأني اذكرها...بل حتى أني لم أنساها و لم اعرف غيرها...فتكف الأرض عن الدوران و سودت السماء كأنه يوم الحساب ...و انطلقت مني في صمت كلمات العتاب... و حسرتي على كل الأيام...تتمزق الغرز التي خاطت بعض الجروح لتنزف سيولا من الدماء...وارى داك القبر يلفظ مشاعري الدفينة... نحوي أنا هي قادمة تتمايل و تترمم كانها بعثت من جديد...حافية القدمين ابعد نفسي عنها اركض بعيدا ...التف فاذا هي خلفي تعزم فتح الدفاتر القديمة ...اركض و الدماء تتطاير من قدماي، أجوب الدروب محاولة الاختباء... و في كل درب تتجسد صورة من الذكريات على الطرقات....على الحيطان...أراني حين كنت كالطفلة اركض إليه داك اليوم، احمل بدل الفرحة فرحتين... لتنطفئ ابتسامتي على وجهي وتتجمد الدموع بين رموشي و هو يخبرني انه باع كل سنين العمر من الزمن الجميل ليشتري تذكرة الرحيل نحو ارض الأحلام...إلى باريس...حيث حلم كل فارس عاشق نبيل... رأيتني أموت ببطء و أنا استلم منه إشعار حكم صدر في غيابي...قرر و كان علي التنفيذ...
تمر كل ذكريات السنين و هاهي ترتسم اليوم على تلك الجدران...لوحات اختفت ألوانها اليوم... من شرفات المنازل تتعالى الضحكات و الصيحات...فهل جننت ؟ أم بعث إلى العالم الأخر؟
لم تعد قدماي تقوى على الاستمرار...لم تعد تستجيب لي ...اطرق من خوفي إحدى الأبواب...ليسقط مني جسدي دون حراك... فتوقفت بلحظة كل تلك الأصوات .. فقدت الإحساس بالمكان و الزمان...بجهد حاولت أن اسرق بعض النظرات من تحت جفن عينان تودعان الحياة ...و على نعش من الأزهار أراهم يحملون جسدا نحيفا ملفوفا بثوب ابيض ...أناس يلتفون و يتلون بعضا من الكلمات...أصوات أنين تختنق بالصدور...ادقق في الأشخاص و في العيون...هؤلاء أهلي فلما يبكون؟ اصرخ بما تبقى مني لعلهم يلتفتون...لكنهم لا يسمعون...ابحث عن جسدي من حولي فإذا بي روح عارية... نحو السماء تحملني فراشات جميلة بأجنحة ملونة...و السماء صارت روضة خضراء تفوح منها رائحة مسك عطرة... اسمع زغاريد النساء تشدني لألقي نظرة أخيرة من سماء بعيدة...فإذا بها كانت جنازتي ...كان دلك جسمي أخذوه بعيدا عني ...أخذوه حيث دفنت بيدي يوما كل الأحلام و الذكريات ...إلى قبري الذي يحترق من لوعة الشوق و الانتظار...أخذوه مني حرروا شهادة وفاتي....
صوت يدوي من بعيد...و مني يقترب رويدا رويدا...كأنها أبواب تفتح و تغلق، واحد تلوى الأخر...تتلوها خطوات رقيقة ...اسمع حروفا بصوت خافت ...كأنها حروف اسمي...احدهم يناديني !!...اشعر بالدماء تتدفق بعروقي و شراييني ...أنفاس باردة تكتسحني وتملئني... افتح عيناي على شعاع متكسر من وراء ستار يحجب عني الرؤية...تتراءى لي فتاة جميلة بابتسامة دافئة تضع أوراقا على مكتب خشبي ناعم الملمس حيث أجدني جالسة...و تتناول من جواري سماعة هاتف احمر اللون تطلب فنجان قوة...و تسألني بكلمات لم استوعبها "سيدتي هل انتهت معزوفة بقايا أنثى... فقد حان موعد النشر"...فيسقط من بين أناملي قلم حبر اسود يفترش ورقة تملئها سطور و كلمات و يعتليها عنوان... لتحرر في راسي كومة من الأجوبة الساخرة... وتتعالى ضحكات طفلة تعيش بداخلي...انهض عن عرشي... اجمع الأوراق المبعثرة أمامي ...أقدمها و ابتسم قائلة لتلك الوصيفة "آسفة فقد غفوت على لحن فرنسي الرنين...فلو سمحت هلا رفعت داك الستار..."
بقلم الكاتبة المبدعة وردة البستان صاحبة الالهام الرائع لها مني اجمل التحايا
...على نداء أمي و صوت المنبه هكذا استقبل صباحاتي...نداء و أجراس تخرجني كل يوم من قوقعة أحلامي و تغتصب خلوتي معلنة عن رفع الستار لتبدأ مسرحية هزلية تتكرر مشاهدها كل يوم...نفس الأبطال...نفس الحوار و بدون جمهور...
اليوم مثل الأمس لكن برقم جديد ...ألف الشوارع أجوب الدروب اطرق الأبواب أتطلع على نفس الوجوه و ككل يوم اسمع نفس الإجابة..."حاليا لا توجد وظيفة"...جواب بطعم الانتظار...
و أنا أعود أدراجي خاوية الوفاض ككل مساء...حاملة كل تلك الأوراق وقد كل متني و تشققت قدماي ...
يجرني الحنين إلى داك المكان...إلى قبر بلا جثمان...حيث دفنت مشاعري قبل أعوام...
امشي بخطوات خجولة...في صمت رهيب...اجلس على الحاوية حيث استشهدت أمنياتي و اغتصبت أجمل أيامي...ذكريات حزينة و صراع مع النسيان...هكذا مرت كل الأعوام ...
هبت ريح باردة معلنة وقت الرحيل ...اجمع شظايا الماضي... استرجع أنفاسي ...و أودع المكان حتى إشعار آخر...
اجر قدماي بخطوات بئيسة...و ألوح بآخر نظراتي حول المكان ...كأني أطارد وجه رجل بين الأشجار...أمنية أخيرة... قاومت أعوام و هاهي اليوم تحتضر و تلفظ آخر الأنفاس ...
في غفلة مني تسقط و تتبعثر أوراقي...انحني كوردة ذابلة اجمع الأغراض...فيتوقف الزمن أمام خطوات غريبة...تتقدم نحوي ببطء ...تتسارع نبضات قلبي التي لم اشعر بوجودها مند زمن بعيد... و سؤال وليد اللحظة يجر في ثناياه ألف سؤال... من غيري يعرف هذا المكان؟
لكن صوت يدوي بداخلي و يصحح السؤال...من غيرنا يعرف هذا المكان؟...
فاصرخ بجنون كفاك سخرية مني أيتها الآمال اللعينة...فقد قطعت ذاك الحبل المشيمي الذي منه كنت تعيشين...فلما لا تموتين...فلما لا تموتين...فلما لا تموتين...
تدق أجراس الكنائس...تأذن صوامع المساجد...اجمع بقايا جسم أنثى قد عانقت تراب الأرض ...وتهب رياح الجنوب حاملة نسمات عطرة...لحنا فرنسي الرنين... و أنفاسا ليست بأنفاسي...ارفع عيناي و كأني أبصر في عتمة ليل طويل و كلي أمل أن أكون قد جننت...و ياليتني جننت قبل هدا اليوم...معطف اسود طويل و خصلات شعر بني تغطي وجها مجهول...وسؤال يفرض نفسه بداخلي و يهز كبريائي المجروح...من غيرنا يعرف المكان؟ فتتطاير خصلات شعر مجهولة الهوية ...لتكشف لي عن تلك العيون...كأني اذكرها...بل حتى أني لم أنساها و لم اعرف غيرها...فتكف الأرض عن الدوران و سودت السماء كأنه يوم الحساب ...و انطلقت مني في صمت كلمات العتاب... و حسرتي على كل الأيام...تتمزق الغرز التي خاطت بعض الجروح لتنزف سيولا من الدماء...وارى داك القبر يلفظ مشاعري الدفينة... نحوي أنا هي قادمة تتمايل و تترمم كانها بعثت من جديد...حافية القدمين ابعد نفسي عنها اركض بعيدا ...التف فاذا هي خلفي تعزم فتح الدفاتر القديمة ...اركض و الدماء تتطاير من قدماي، أجوب الدروب محاولة الاختباء... و في كل درب تتجسد صورة من الذكريات على الطرقات....على الحيطان...أراني حين كنت كالطفلة اركض إليه داك اليوم، احمل بدل الفرحة فرحتين... لتنطفئ ابتسامتي على وجهي وتتجمد الدموع بين رموشي و هو يخبرني انه باع كل سنين العمر من الزمن الجميل ليشتري تذكرة الرحيل نحو ارض الأحلام...إلى باريس...حيث حلم كل فارس عاشق نبيل... رأيتني أموت ببطء و أنا استلم منه إشعار حكم صدر في غيابي...قرر و كان علي التنفيذ...
تمر كل ذكريات السنين و هاهي ترتسم اليوم على تلك الجدران...لوحات اختفت ألوانها اليوم... من شرفات المنازل تتعالى الضحكات و الصيحات...فهل جننت ؟ أم بعث إلى العالم الأخر؟
لم تعد قدماي تقوى على الاستمرار...لم تعد تستجيب لي ...اطرق من خوفي إحدى الأبواب...ليسقط مني جسدي دون حراك... فتوقفت بلحظة كل تلك الأصوات .. فقدت الإحساس بالمكان و الزمان...بجهد حاولت أن اسرق بعض النظرات من تحت جفن عينان تودعان الحياة ...و على نعش من الأزهار أراهم يحملون جسدا نحيفا ملفوفا بثوب ابيض ...أناس يلتفون و يتلون بعضا من الكلمات...أصوات أنين تختنق بالصدور...ادقق في الأشخاص و في العيون...هؤلاء أهلي فلما يبكون؟ اصرخ بما تبقى مني لعلهم يلتفتون...لكنهم لا يسمعون...ابحث عن جسدي من حولي فإذا بي روح عارية... نحو السماء تحملني فراشات جميلة بأجنحة ملونة...و السماء صارت روضة خضراء تفوح منها رائحة مسك عطرة... اسمع زغاريد النساء تشدني لألقي نظرة أخيرة من سماء بعيدة...فإذا بها كانت جنازتي ...كان دلك جسمي أخذوه بعيدا عني ...أخذوه حيث دفنت بيدي يوما كل الأحلام و الذكريات ...إلى قبري الذي يحترق من لوعة الشوق و الانتظار...أخذوه مني حرروا شهادة وفاتي....
صوت يدوي من بعيد...و مني يقترب رويدا رويدا...كأنها أبواب تفتح و تغلق، واحد تلوى الأخر...تتلوها خطوات رقيقة ...اسمع حروفا بصوت خافت ...كأنها حروف اسمي...احدهم يناديني !!...اشعر بالدماء تتدفق بعروقي و شراييني ...أنفاس باردة تكتسحني وتملئني... افتح عيناي على شعاع متكسر من وراء ستار يحجب عني الرؤية...تتراءى لي فتاة جميلة بابتسامة دافئة تضع أوراقا على مكتب خشبي ناعم الملمس حيث أجدني جالسة...و تتناول من جواري سماعة هاتف احمر اللون تطلب فنجان قوة...و تسألني بكلمات لم استوعبها "سيدتي هل انتهت معزوفة بقايا أنثى... فقد حان موعد النشر"...فيسقط من بين أناملي قلم حبر اسود يفترش ورقة تملئها سطور و كلمات و يعتليها عنوان... لتحرر في راسي كومة من الأجوبة الساخرة... وتتعالى ضحكات طفلة تعيش بداخلي...انهض عن عرشي... اجمع الأوراق المبعثرة أمامي ...أقدمها و ابتسم قائلة لتلك الوصيفة "آسفة فقد غفوت على لحن فرنسي الرنين...فلو سمحت هلا رفعت داك الستار..."
بقلم الكاتبة المبدعة وردة البستان صاحبة الالهام الرائع لها مني اجمل التحايا
_________
متى اكون فوق الصمت نجما
اعتلي خيالي بخيط الحرير
وجداني يبحث عنك دوما
ايها الغافي في بوح الظمير
حبيبي يا عشق الريح
ويا صحوة على صوت العصافير
وطني ما ندمت على حبك ابدا
لان فيك تجتمع امنياتي ونهاية المصير
مع تحيات easen_a
اعتلي خيالي بخيط الحرير
وجداني يبحث عنك دوما
ايها الغافي في بوح الظمير
حبيبي يا عشق الريح
ويا صحوة على صوت العصافير
وطني ما ندمت على حبك ابدا
لان فيك تجتمع امنياتي ونهاية المصير
مع تحيات easen_a