السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم دار المتقين الجنة
الحمد لله الذي فتح أبواب الجنان، وزينها لأهل الهدى والإيمان، وملأها بالحبور والسرور والأنهار والقصور، ومن نعم الله على العباد أن هداهم للعمل الصالح الذي يدخلهم الجنات ويباعدهم عن النيران والزفرات، إذ إنَّ نعيم الجنة دائم لا ينقطع هّيأه الله وأعدَّهُ للمتَّقين، والجنة أمنية غالية يتمناها كل الناس ولكن هل من مشمر وساعٍ لها، أعد عدتها وسابق ونافس من أجلها قال تعالى -سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله 0 وقال 0تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً0أبوابها عظيمة، زحامها شديد،
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يتفلون . أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، أزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء .هذه الجنة خلقها الله بيده
جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء، وملاطها المسك، وحشيشها الزعفران، حصباؤها اللؤلؤ، ترابها العنبر، ثم قال لها انطلقي، قالت 0قد افلح المؤمنون0 وقال عنها ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون .وقال عن أنهارها 0مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى
سكان الجنة أفضل من الملوك لباسهم الحرير والزبرجد والذهب والفضة و يسقيهم الله تعالى شراباً طهوراً 0 وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ، عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق، وحلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً0
هذه الجنة بهذا الإعداد وتلك الصفات، لم تكن في يوم من الأيام لمن آثر الحياة الدنيا على الآخرة، بل هي لمن نافس عليها وعمل لها وسعى وصبر من أجلها قال تعالى 0سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار 0أما عن درجاتهم فيها فقد روى 0أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال 0إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله0 تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين0 يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون
لمن كل هذا أيها الأخوة المؤمنون
إنه لكم إن أحسنتم واتقيتم الله تعالى، فهذه دار أعدت للمتقين الذين قال الله تعالى عنهم 0 ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب وهم الذين 0يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون0 فالجنة دار الحبور والسرور ينسى فيها المريض مرضه والمصاب مصابه والفقير فقره والمقهور قهره .
فاتقوا الله عباد الله وأملوا و أبشروا و أحسنوا الظن بالله فهو عند حسن ظن عبده به.
للامانه منقول