تسود حالة من الغموض الشديد حول أسباب وفاة نجم البوب الأمريكي مايكل جاكسون على نحو مفاجئ، وسط تأكيد من جانب المحيطين به على أن النجم الراحل لم يكن يتعاطى أي نوع من المخدرات.
يأتي ذلك في الوقت الذي حمّل فيه مدير أعمال جاكسون السابق وصديقه طارق بن عمار أطباء المغني الراحل مسؤولية وفاته، ووصفهم بأنهم “مشعوذون” و”مجرمون” استغلوا معاناته من “الوسواس” ودفعوه لتناول الكثير من العقاقير.
وأضاف المنتج السينمائي ورجل الأعمال بن عمار “من الواضح أن المجرمين في هذه القضية هم الأطباء الذين عالجوه طوال حياته المهنية وشوهوا وجهه وأعطوه المسكنات”.
وتابع المنتج الذي كان مدير أعمال جاكسون في جولة عالمية في نهاية التسعينيات أن جاكسون “كان يتعذر عليه النوم دون تناول الأقراص المنومة، وكان يعاني من الوسواس، ولم نكن نعرف إن كان مريضا لأنه أحيط بأطباء مشعوذين اعتاشوا على حالته، وكلفوه آلاف الدولارات مقابل أدوية وفيتامينات”.
وأضاف أن جاكسون توفي “بأزمة قلبية لأنه كان يتناول مختلف أنواع الأدوية”، مؤكدا أنه لم يره إطلاقا “يتعاطى المخدرات”.
وأشار صديق جاكسون إلى أنه كان “سيئ التغذية، لم تكن حياته صحية كثيرا، ولم يستطع ممارسة الرياضة، كل هذا كان ليؤول بأي إنسان إلى المصير نفسه”.
وكان فريد كورال من مكتب الطب الشرعي في لوس أنجلوس قد أعلن وفاة جاكسون -50 عاما- في الساعة 21.26 بتوقيت جرينتش يوم الخميس بعد أن وصل إلى مستشفى في لوس أنجلوس في حالة توقف كامل للقلب، وقال إن سبب الوفاة غير معروف، وسيجري تشريح الجثة على الأرجح الجمعة.
غير أن السلطات الأمريكية حذرت من أن عملية تحديد أسباب الوفاة قد تستغرق أسابيع؛ حيث من المقرر انتظار عودة اختبارات السموم. وستحدد هذه الاختبارات إذا ما كان جاكسون قد تناول أي مخدرات أو كحوليات أو أدوية.
وحتى وقت مبكر يوم الجمعة لم تتوفر معلومات كافية حول الملابسات التي اكتنفت وفاته، ولكنه لدى وصوله إلى مركز “يو سي إل إيه” الطبي كان فاقدا الوعي، وغير قادر على التنفس، ولم يتسن للأطباء إسعافه.
وفي وقت متأخر يوم الخميس نقل الجثمان بطائرة هليكوبتر من المستشفى إلى مكتب الطب الشرعي.
وقال برايان أوكسمان، المتحدث باسم عائلة جاكسون لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إن الأسرة كانت تخشى من وفاة جاكسون، وحاولت رعايته لأشهر دون جدوى.
وقال جيرمين شقيق جاكسون إن شقيقه أصيب بوعكة صحية في المنزل، وحاول طبيبه الخاص إسعافه دون جدوى، وقال إن مسعفين نقلوه إلى المستشفى حيث حاول الأطباء إسعافه أكثر من ساعة قبل إعلان وفاته.
وترك ملك البوب، صاحب أعمال “المغامرة” و”بيلي جين”، جبلا من الديون، وسلسلة من الحفلات كان من المقرر أن يقوم بها في يوليو/تموز في لندن، وكان يأمل الكثيرون أن تجمع هذه الحفلات الملايين، وتنهي مشكلاته المالية.
ونعت حشود الجماهير التي قلدت حركات جاكسون الراقصة المبتكرة في كل أنحاء العالم وفاة النجم الكبير.
ويعتقد أن أعمال جاكسون حققت مبيعات طوال حياته بلغت حوالي 750 مليون دولار أمريكي، وبحصوله على جائزة جرامي 13 مرة وأعماله الموسيقية المصورة العابرة للحدود جعلته أحد أكثر الفنانين إمتاعا ونجاحا على مر العصور.
عاش جاكسون حياة منعزلة بعد تبرئته في عام 2005 من اتهامات التحرش الجنسي بالأطفال، وهي المرة الثانية التي يواجه فيها مزاعم غير مؤكدة بالتحرش الجنسي بأطفال صغار