كل ّ يوم يمر.. أحسّ أنني أتعذّب أكثر..
وكلّ يوم يمر.. أحسّ بأنني أكتشف الزيف أكثر..
وكل يوم يمر أحسّ كم من الصعب العيش بنيّة صافية.. ونفس طاهرة!!
كلّ يوم يمر. تتضخّم أمامي صورة هذه العبارة :" لم يبقَ للطيّب مكان في هذا الزمن المقنّع.. المخادع!!".
أسأل نفسي دائما:
لماذا لا يكون جميع الناس طيّبين؟...
لماذا يصرّ الشرّ دوما على الظهور في صور كثيرة؟!!..
ثمّ.. أين.. أين الخير؟؟!!!...
لماذا يصرّ الشرّ دوما على الظهور في صور كثيرة؟
لا رائحة إلا رائحة العرق..ولا صوت..إلا صوت اللهاث..
في زمننا هذا أن تكون طيّبا.. فإنّك مغفّلٌ.. نعم!!.. إنما أصبح قناع هذا الزّمن ..الاستغلال!!..
وما أسهله .. استغلال طيبة شخص مّا!!..
إنّ الطيّب ينظر إلى الحياة.. فيراها بقلبه الصافي.. الطّاهر.. صافيةً.. طاهرةً..
يراها جنّة فوّاحة بالحياة والتّعاون والفرح..
يرى النّاس ملائكة تسبح في جوّها.. وتصدح بأعذب ألحان السعادة..
ويرى الألوان الفاتحة تملأ المكان .. من كل مكان
لا وجود للّون الأسود.. فقط اللون الأبيض.. بما يحتويه من ألوان داخلية جميلة..
متّحدة..متجاورة.. لتُعطي تلك الأوزان المتناسقة .. عند التقائها مع قطيرات الماء التي تتراقص
في الأجواء على وقع ألحان النسمات العليلة!!..
وإنّ الطيّب .. لا يعرف من الخطوط إلا الخطّ المستقيم.. لذلك فهو يتعب!!..
أعرف شخص عزيز كان إذا جلس معي في جلسة عامرة يقول اليوم كسبت من الأسهم مبلغ
كذا.. وكذا ..
وإذا خسر قال خسرت مبلغ كذا .. وكذا..
أتعلمون لماذا لأن قلبه صافي السريرة ..
ذات يوم قابلت بعض الأشخاص الذين قابلتهم ذات يوم في تلك الجلسة العامرة قال لي أحدهم..
سمعت أن صديقك خسر مبلغ كبير من رأس ماله بعد سقطة الأسهم اللعينة !! قلت الجميع خسر
ألا تريده أن يخسر أيضاً قال متبجحاً لا !!
هو الذي خسّر نفسه لأنه دائماً يقول الحقيقة في مكسبه وخسارته فكان الأجدى منه أن يقول
أنا أكسب ولكن أخسر أكثر مما اجنيه في يومي ؟؟؟
ياه وضع الملامة فيه لأنه ببساطة طيب القلب ؟؟
وصادق القول ونسي أن الله هو الذي يقدر ويفعل ..
إذاً من المستحيل أن تجد خطّا مستقيما في هذه الفوضى الكبيرة.. في هذا الزمن الموبوء بالحقد
والحسد وتعظيم الذات!!... لمن هم على هذه الشاكلة من الناس
إن الطيّب زهرة طيبة فوّاحة بأشذى عطور السماحة والطهر..
لكنّها زهرة قدّر لها أن تُقصّ..تُقطف من مكانها.. لتموت..
وتذوي بعد ذلك ببطء.. بين أيدي قاطفها..
ومن جديد.. تُرمى لل**الة!!!..
يااااه.. ما أقسى هذا المصير!!..
وأسأل نفسي :
"هل على الإنسان أن يتخلّى عن طيبته؟؟
هذا الجميع الذي هو أنا وأنت والناس كلهم يحاولون دائما أن يقتلوا فيه كلّ جذور الخير والطّهر!!
هل عليه أن ينظر إلى الدّنيا بعيني ذئب؟..
هل عليه أن يرتدي ثوب الاستغلال.. وينزع عنه ثوب العطاء؟
هل.. وهل ..وهل ؟؟؟
ولكن تأكدوا يا إخوان
إنّ الطيبة أصل في الإنسان.. لذلك فإنه مهما حاول أن يتخلّص منها.. فإنه لا يستطيع.. فطبيعة
الأشياء أصلها..
فالطيّب يعاني.. والمعاناة دليل على وجود حياة في القلب.. ومن كان حيّا قلبُه..
فليس بينه وبين السّعادة السّامية ..إلا خطوات!!..
